سعدي يوسف تقول الشاعرة العربية القديمةُ : أكْنِيهِ حين أناديهِ لأُكرمَهُ ولا أُلَقِّبُهُ ، والسوأةُ اللقَبُ وفي روايةٍ أخرى : أكْنيهِ حين أناديهِ لأكرمَهُ ولا ألقِّبُهُ ، والسوأةَ اللقَبا
* والحقُّ أن العرب تُعنى بالكُنى والألقابِ ، لكنها ( أي الأمّة العربية ) تتواضعُ في الانتساب ، بل تفتخرُ في الإنتساب إلى المهَنِ والحِرَف ، وربّما كان مرَدُّ ذلك أننا بُداةٌ ، والحِرفةُ لها شرفُ كلِّ جديدٍ ، لذا كان الناسُ يتشرّفون بالإنتساب إلى حرفةٍ . وهكذا كان الفرّاء ، والكسائي ، والخبز أرزي ، والبطّيخي ، والساعاتي ( مؤخراً ) ، والباججي ، والجادرجي، والدملوجي ... إلخ . لكنّ حيدر العبادي له شأنٌ مختلفٌ : كان يصنع الكبّةَ ، منزليّةً ، بمساعدةٍ من حرَمِهِ ، ويوزعُها على منافذَ لندنيّةٍ ، بعضُها تابعٌ لحزب الدعوةِ ، مثل تعاونيّة بريفيل Perivale إسهاماً منه في نضال حزبه ، وهو يتأهّلُ ، بريطانيّاً ، ليحكم جمهورية الموز العراقية . إذاً : كيف ننسبه إلى مهنته : صانع كبّة ماهراً بمساعدة زوجته ؟ أم عبقريّ إلكترونيّات مثل ستيف جوبز ؟ * أهل الكبّة في العراق مشاهير ؛ هناك كبّة السراي . وحيدر العبادي في سراي الحُكم . لكن صاحب كبّة السراي ذات الشحم الوفير والمصارين سوف يحتجّ حتماً ! يتسمّى ، حيدر كبّة ؟ لكن آل كبّة سوف يحتجّون ... لقد كان منهم وزيرٌ يوماًما ، في أواخر الأربعينيات ، هو محمد مهدي كبّة ، رئيس حزب الاستقلال ، ووزير التموين ، الذي قال عنه الشاعر الشعبي ، الخصيبي ، صديق بدر شاكر السياب ، عبد الدايم : مبارك مهدي بو كبّة تاخذ كلْ شهَر ضَبّةْ مبارك صرت بالتموين حتى تجهِّز إلنا طحين أبيض خالي من الطين تعوفه النعجة الجربةْ مبارك مهدي بو كبّة ! * إذاً ... ما العمل ؟ هذا سؤال لينين ... ( أبعدَ الله شرّهُ عنك ! ) * عليك ، ياسيّدي ، بالألمان ... ألم يكن اسمُ بطلهم في سباقات العالَم : شوماخَر ( أي القندرجي ) ؟ وماذا في الأمر ؟ أليس عميد الأغنية العراقية مثل شوماخر ، قندرجيّاً ؟ * لنتركْ هذا الكلام . ويا عزيزي حيدر ، لتهنأْ بك العبادُ والبلادُ . ولتكُنْ خيرَ خلَفٍ لخيرِ سلَفٍ . لندن 14.08.2014
|