الخميس, 18 أبريل/نيسان 2024
الرئيسية
سيرة ذاتية
الاعمال الشعرية الكاملة
قصص قصيره
ديوانُ الأنهار الثلاثة
جِـــــــرارٌ بِلونِ الذهب
الحياة في خريطةٍ
عَيشة بِنْت الباشا
قصائـدُ هَـيْـرْفِـيــلْـد التلّ
طـيَـرانُ الـحِـدْأَةِ
الخطوة السابعة
الشــيوعــيّ الأخير فقط ...
أنا بَرلــيـنيّ ؟ : بــانورامـــا
الديوانُ الإيطاليّ
في البراري حيثُ البرق
قصائد مختارة
ديــوانُ صلاة الوثني
ديــوانُ الخطوة الخامسة
ديــوانُ شرفة المنزل الفقير
ديــوانُ حفيد امرىء القيس
ديــوانُ الشــيوعــيّ الأخير
ديــوانُ أغنيةُ صيّــادِ السّمَك
ديوان قصــائدُ نـيـويـورك
قصائد الحديقة العامة
صــورة أنــدريــا
ديــوانُ طَــنْــجـــة
ديوان غرفة شيراز
ديوانُ السُّونَيت
أوراقي في الـمَـهَـبّ
ديوان البنْد
ديوان خريف مكتمل
مقالات في الادب والفن
مقالات في السياسة
أراء ومتابعات
البحث الموسع
English
French
Spain
المتواجدون الان
يوجد حالياً 160 زائر على الخط
رواية " كرنفال " لراوي حاج : دانتي في مونتريال ! طباعة البريد الإلكترونى
Image
Carnival by Rawi Hage
سعدي يوسف

في 2008  ، آنَ جئتُ مونتريال ، لأتسلّمَ جائزة متروبوليس الزرقاء ، من الجامعة ، التقيتُ راوي حاج ، صحبةَ جان عصفور الأكاديميّ والشاعر .
يومَها كان راوي حاج أصدرَ روايته الأولى : لعبة دي نيرو De Niro’s Game
التي فازت بجائزة دبلِن الأدبية الكبرى ، وتُرجِمت إلى تسعٍ وثلاثين لغةً .
الآن ، أزورُ مونتريال ، في شهر أيار من عامنا الرابع عشر بعد الألفَين ، زورةً خاصةً ، فأسألُ عن صديقَيّ راوي حاج ، وجان عصفور ، وأكون محظوظاً بلقائهما ، في مطعم " الزوّادة " اللبناني ، غير البعيد عن جامعة مغيل الشهيرة في قلب مونتريال .
راوي حاج ما زال كعهده ، يفضِّلُ الصمتَ والمراقبة الذكية ؛ وجان عصفور ما زال كعهده ، في طراوة اللسان وطلاوتِه ، ومتابعة الشأن الثقافي .
*
بين يديّ رواية " كرنفال "  الصادرة قبل عامٍ في طبعةٍ أميركيةٍ ، بعد الطبعة الكندية . تقع الرواية في 290 صفحة 
*
الحبكة الروائية ، الذكية ، التي اتّبَعَها راوي حاج ، على امتداد العمل ، ذاتُ شقّينِ  : متابعة الكرنفال الذي يمتدُّ شهراً ، ومتابعة سائق التاكسي ذي الأصل الشرقي.
الكرنفال ، باعتباره قيمةً فنّيّةً ، يسّرَ للكاتب الوصولَ إلى جوّ اللامعقول في حياة مونتريال الفعليّة .
وسائق التاكسي ، كقيمةٍ فنيةٍ أيضاً ، يسّرَ لراوي حاج ، مهمّةَ الحركة ، واستقدامَ الأشخاص ، وتقريبَ البعيد ، واختزالَ الزمن .
*
تبدأُ الرواية بسائق التاكسي ، الذي يصلُ مونتريال على بساط الريح ، وتنتهي بمغادرة " حميد " مونتريال ، على بساط الريح أيضاً ، بعد أن ضاقت به الحالُ ،  وحاصرَه الخطَرُ ، وتَهدَّدَ حياته ، شأنه شأن عديدٍ من سائقي التاكسي القتلى في ظروفٍ غامضةٍ .
في الرواية تشريحٌ صارخٌ للمدينة الكندية ، يتولاّهُ أناسٌ من شرائح اجتماعية مهمّشة : هناك لاعبو السيرك ، العواهر ، سائقو التاكسي ، مدمنو الخمر والمخدّرات ، ضحايا التمييز في بلدانهم الأصلِ أو في المهْجرِ الكنديّ ، راقصات الملاهي الرخيصة ... إلخ أحياناً يتّخذُ التشريحُ سبيلَ الانتقامِ حدَّ القتل أو التخطيط للقتل ، كما هو الحال لدى " أوتو " المثقف المتهور ، الذي اعدَّ قائمةً طويلةً بأغنياء مونتريال ، بُغْيةَ قتلهم انتقاماً .
*
لا بُدّ لي ، في حديثي المختصر عن العمل ، من التنويه براديكالية الفكر الحاضنِ ، في ما اتّصَلَ بالموقف الطبقيّ ، والدين ، والسياسة عموماً .
لقد بلغت الراديكاليةُ حدّاً جعل أوتو ، يقتلُ صحافيّاً فرنسيّاً ظلّ يمتدحُ ألبير كامو بحرارة ، بينما كان أوتو يجادله حول استعمار الجزائر .
*
أشدُّ على يد راوي حاج ، مهنّئاً ، وسعيداً بالعمل .
لَكأنّ هذا الروائيّ ، القادم من لبنان ، المتمرِّس بالحياة ، والمتمترِس بها ، دانتي مونتريال .
لقد فضح ، بجدارةٍ فنّيّةٍ عاليةٍ ، الكذبةَ الكبرى : الحاضرة الرأسماليّة !

تورنتو  08.05.2014
اخر تحديث الخميس, 08 ماي/آيار 2014 18:30
 
saaidiy.jpg
فيلم " الأخضر بن يوسف "
لمشاهدة فيلم الأخضر بن يوسف اضغط هنا
المواضيع الاكثر قراءه
البحث