الفأرُ بول بريمــر ، قبل أن يتمّ فراره من أرض العراق ، وضع َ ما توهَّــمَ أنه سيظل مِيســمَــه : اللعبة المضحكة للسيادة . ويومَ جاء الأخضر الإبراهيمي إلى أرض السواد ، مدججاً بأوهامه ( على غير عادته ) ، حاولَ أن يقدِّم رؤيةً معينةً ، لكنه اصطدمَ _ بالرغم من تواضع رؤيته _ بالأوامر التي لا يمكن أن تُــرَدَّ ، أوامرِ الإدارة الأميركية ، حتى لو جاءت ، بطريقة غير مباشرة ، عبر قنوات كوفي عنان ، غيرِ المغلوب على أمره ، إن شئنا الدقّـــة . الأوامرُ كانت تقضي بأن يظلَّ العراق مستعمرةً .
لكنّ الكلام الذي سيظل تصديقُــه مرهوناً بمملكة الدجاج ، عن سيادةٍ ، وتسليم سيادةٍ ، له مستلزماته ، أي أن له مستلزمات النقيض . وهذا ما حدثَ بالضبط. هذا ما حدثَ بالضبط ، حين جاؤوا ، اليومَ ، بالغلام السعوديّ ، غازي عجيل الياور ( أيّ مَـعَـرّةٍ ! ) ليكون رئيس أرض السواد. الحَــقُّ أن أرضَ السواد هي العراق الأوّل . والعراق ُ ، كما هو معروفٌ ، عراقان : عراق العرب ( أرض السواد ) ، وعراق العجم ( الجبل وما يليه ) . الحكومة التي نصّـبها الإحتلالُ ليست من أرض السواد . فإنْ أردنا الدقّــةُ أسعفتْــنا كثيـراً : المجرم ، مجرم 1963 ، إياد علاّوي ، ليس عراقيّ الجنسية حتى الآن . هوشيار زيباري ، عميلٌ قديمٌ لأكثر من جهازٍ ، وليس عراقيّ الجنسية حتى الآن . لا أريد أن أمضي في تفصيلٍ هو أكثر من معروفٍ ( أترك لـمؤرخي السياسة هذه الـمهمّــة ) . لكني أريد أن أقول شيئاً بصدد الإهانة التي وجّــهها الفأرُ بول بريمــر إلى الشعب العراقي ، في أرض السواد وفي خارجها ، حين عيّــنَ غلاماً سعوديّــاً اسمُــه غازي عجيل الياور رئيساً لأرض الســواد : هذا الغلامُ الذي ألبستَه ، بدلَ الـ "تي شيرت " كوفيّـةً حمراءَ من شَـمّـر ، وعقالاً ، ســوفَ يرى هذا العقال وقد انحدرَ من رأسه إلى عنقه . زعَــم الفرزدقُ ! لندن 2/6/2004
|