سعدي يوسف وردَ في "المفاخَرة بين الجواري والغلمان " للجاحظ : قال صاحبُ الغِلمان: إن من فضل الغلام على الجارية أن الجارية إذا وُصفت بكمال الحسن قيل: كأنَّها غلام، ووصيفةٌ غلامية. قال الشاعر يصف جارية: لها قدُّ الغلام وعارضاهُ وتفتير المبتَّلة اللَّعوبِ
* وأكثر من ذلك قول الله عزّ وجلّ : "يطوف عليهمْ غلمانٌ لهمْ كأنهم لؤلؤ مكنونٌ" وقال تبارك وتعالى: "يطوف عليهم ولْدانٌ مُخلَّدون. بأكوابٍ وأباريق". فوصفهم في غير موضعٍ من كتابه، وشوَّق إليهم أوْلياءه. * وقال أبو نواس ( رواه سعدي يوسف ) : مقصوصةُ الشَّعرِ غُلاميّةٌ تصلُحُ للّوطيّ والزاني ! * تعاقَبَ على حكم بلاد ما بين النهرَين ، أقوامٌ وسلاطينُ ، طُغاةٌ وأولياءٌ ، مُصلِحون ومفسِدون ... إلخ . لكنْ تعاقَبَ على حُكْمهِ ، أيضاً ، الجواري ، والخِصْيانُ ( جمْعُ خَصِيٍّ ) , وللذين لم يسمعوا بالأمر أقولُ : كان لنا بالبصرة أرضٌ ، وقفٌ لمكّةَ . وفي كل عامٍ كان يأتي خَصِيٌّ من هناك ليأخذ عوائد الوقف المكيّ . مرةً ، وأنا صبيٌّ ، اصحبني عمٌّ لي ، عبد الجبار الشهاب ، إلى مكتب الخِصيان بالبصرة ، وهناك رأيتُهم . كانوا من ذوي البشرة السمراء ، وإذا تكلّموا كان صوتُهم رفيعاً ، كصوت امرأة . كدتُ أضحكُ ، لكن عمّي لكزني . * قلتُ : تعاقَبَ على حُكم العراق مَن تعاقَبَ . خصيانٌ ومماليك : خليفةٌ في قفصٍ بين وصيفٍ وبَغا يقولُ ما قالا له ، كما تقولُ الببغا ! * وحكمتْه الجواري : الخاتون ، مِسْ بَيل مثلاً ! التي أعلَتْ عرشاً لفيصل الأول ... * اليوم ، نحن أمام حُكْمٍ جديدٍ ، في فترة العراق المظلمة الحاليّة : حٌكْمِ الغِلْمان ! وسوف يذكرُ التاريخُ أن شعباً مستغفَلاً ، هو الشعب العراقيّ ، يحكمُهُ ، ويتحكّمُ به غلامان ! الغلام الأول : عمّار الحكيم . الغلام الثاني : مقتدى الصدر . تقع ، بالمصادفة ، أمام ناظري المتعَب ، صورٌ لاجتماعات وتجمُّعات ، لأرى هذينِ التافهَينِ ، يخطبان ويخاطِبان ، كأنهما نافخُ البوقِ العجيب الذي أخذ الفئرانَ إلى النهر ... * معروفٌ ، لديّ في الأقلّ ، أنّ الغلامَين ، يقودان منظّمتَي ميليشيا أميركيّتينِ . لكن الشعب العراقيّ المستغفَل يرى غير ما أرى ! إذاً ، فليحكُما العراق المستباح ... العراق حكمَه الخِصيانُ . العراق حكمتْه الجواري . العراقُ حكمَه المطهِّرجي ، الجعفري. العراق حكمه بائع المسابح ، المملوكيّ . العراق حكمه الطبيبُ القاتلُ ، إياد علاّوي. والآن : جاءُ حُكْمُ الغلاميَن : الغلام الأول : عمّار الحكيم . الغلام الثاني : مقتدى الصدر . لندن 18.06.2013
|