سعدي يوسف عصابة العمائم العميلة المتسلطة على العراق ، لم تجد غير الثالث والعشرين من آذار ( مارس ) ، موعداً لافتتاح ما سُمِّيَ بغدادَ عاصمةً للثقافة العربية . أيّامُ الله كثيرة. لكنّ الثالث والعشرين من آذار هو يومٌ من أيام الشيطان . هو يوم سقوط بغداد تحت سُرُفاتِ دبّاباتٍ أميركية تقطع الجسر المهيب على دجلة .
هو يوم جزمة الجنديّ الأميركيّ على رقبة العراقيّ. هو يوم قُتِلَ مليون عراقيّ . هو يوم الهيروشيمات الثلاث العراقية . ماذا ستقولون لأنفسكم أيها المثقفون العرب المدعوّون ؟ كنتم تذهبون إلى بغداد أيام صدّام ، ونحن في المنفى. واليوم تذهبون إلى بغداد المحتلّة ، ونحن في المنفى . تذهبون إلى أربيل المحتلة ، ونحن في المنفى. أليس من حقّي أن أسألكم : لماذا؟ لكنكم لستم الوحيدين . ستجدون معكم مثقفين عراقيين ممالئين للاحتلال وعصابة عمائمه الحاكمة ... ستجدون معكم مثقفي السي آي أي العراقيّين ... ستجدون مثقفي العراق الجبناء ستجدون مثقفي العراق الانتهازيّين ! آنذاك تكتمل الحفلة. تكتمل الحلقة : ارقصوا في دمنا ، إذاً ، ارقصوا في دم العراقيين المراق ! * منصف المزغنّي ، الشاعر التونسيّ ، كان مدعوّاً دائماً إلى مهرجان المربد أيّام صدّام . المزغنّي اتصل بي قبل أيام (كانت وصلتْه دعوةٌ مؤخراً ) : أذهبُ أم لا أذهبُ ؟ أجبته : لا آمُـرُكُم ، ولا أنهاكم ! قال المزغنّي : لن أذهب . * أمّا أنتم ، صحافيّي الارتزاق وشعرائه ، قوّادي الرداءة ، فاذهبوا إلى بغداد المحتلّة . اذهبوا إلى جحيمكم ! طنجة 04.03.2013
|
اخر تحديث الخميس, 07 مارس/آذار 2013 22:50 |