الأربعاء, 24 أبريل/نيسان 2024
الرئيسية
سيرة ذاتية
الاعمال الشعرية الكاملة
قصص قصيره
ديوانُ الأنهار الثلاثة
جِـــــــرارٌ بِلونِ الذهب
الحياة في خريطةٍ
عَيشة بِنْت الباشا
قصائـدُ هَـيْـرْفِـيــلْـد التلّ
طـيَـرانُ الـحِـدْأَةِ
الخطوة السابعة
الشــيوعــيّ الأخير فقط ...
أنا بَرلــيـنيّ ؟ : بــانورامـــا
الديوانُ الإيطاليّ
في البراري حيثُ البرق
قصائد مختارة
ديــوانُ صلاة الوثني
ديــوانُ الخطوة الخامسة
ديــوانُ شرفة المنزل الفقير
ديــوانُ حفيد امرىء القيس
ديــوانُ الشــيوعــيّ الأخير
ديــوانُ أغنيةُ صيّــادِ السّمَك
ديوان قصــائدُ نـيـويـورك
قصائد الحديقة العامة
صــورة أنــدريــا
ديــوانُ طَــنْــجـــة
ديوان غرفة شيراز
ديوانُ السُّونَيت
أوراقي في الـمَـهَـبّ
ديوان البنْد
ديوان خريف مكتمل
مقالات في الادب والفن
مقالات في السياسة
أراء ومتابعات
البحث الموسع
English
French
Spain
المتواجدون الان
يوجد حالياً 205 زائر على الخط
بيروت صغيرة بحجم راحة اليد طباعة البريد الإلكترونى

بيروت كبيرة بحجم أملٍ مضاع
سعدي يوسف
هذه اليوميات من حصار بيروت 1982 ، التي دوّنها أمجد ناصر ، وأصدرتها " الأهلية للنشر " في عمّان ، هي آخرُ الشهادات ، وربّما أسخنُها ، عمّا جرى قبل ثلاثين عاماً ، في عاصمة عربية محتلّة.
نحن ، العرب ، لم نألف في النصف الثاني من القرن العشرين احتلال عاصمة من عواصمنا .

كان علينا أن ننتظر القرن الحادي والعشرين لنشهد احتلال عمقٍ تاريخيّ في ضميرنا ، حين احتلّ الأميركيون بغداد
ليقيموا فيها ما أقام عسيبٌ .
أقول هذا ، كي نحسّ بالنبض العالي ، الذي اتّسمتْ به الكتاباتُ عن بيروت وحصارها  ، واحتلالها في ما بعدُ .
لكن ما كتبه أمجد ناصر ، مختلف .
إنه يكتب بألفةٍ حتى في أشدّ اللحظات هولاً : اشتداد القصف ، وولادة يارا ، ابنته. لم يكن الرجلُ مبالِغـــاً
عندما يقول إن بيروت صغيرة بحجم راحة اليد  .
كان يريد أن يجعلنا نطمئنُّ إلى صورةٍ من حياة يومية ، فيها من الاعتياد قدْرُ ما فيها من الغرابة : كنّا شجـعاناً ؟ نعم . لكننا أناسٌ عاديّون أيضاً ، ننظر إلى ما حولنا ، وإلى ما فينا ، كما ينظر الناسُ .
بطولةُ العاديّ ؟
أهذا ما أراد أمجد أن يُبْلِغَنا إيّاه ؟
سيّارة الإذاعة مثلاً ، هذه التي مررتُ عليها أكثر من مرة ، لتبادلِ حديثٍ أو مزحة :
في كل لحظة كان من الممكن أن تتطايرَ هذه السيارة الرنّانةُ في الهواء ، بصاروخ إسرائيلي  . لكن أمجد كان هناك . ميشيل . علي . نزيه . غسان ...
كانوا يعيشون ، حياتهم الأليفة ، الحياة التي أمست كثيفةً حتى الخطر.
البطولة هنا .
*
يوميات أمجد ناصر  ، نأت بنفسها عن المبالغة.
*
أستعيدُ الآن الـمَشاهد الأخيرة :
من ساحة أبو شهلا ، غير بعيد عن جسر الكولا ، نقلتنا حافلاتٌ  إلى المرفأ .
هناك كانت السفن التي ستأخذنا إلى النهايات.
سوف نسلِّم سلاحنا الفرديّ .
ونسجل مغادرتنا بأسماء ليست أسماءَنا. لننجرف في عالمٍ قاسٍ ما زلنا ننجرفُ فيه.
كتاب أمجد ناصر ، أغنيةُ مديحٍ خفيضة ، لبطولة ثقافةٍ ، هي ثقافتنا العربية.

 
thepoetry.jpg
فيلم " الأخضر بن يوسف "
لمشاهدة فيلم الأخضر بن يوسف اضغط هنا
المواضيع الاكثر قراءه
البحث