سعدي يوسف كازيمودو " السفير الثقافي " ( الأحدب الفرنساويّ ، لا الشاعر الإيطاليّ ) ، عباس بيضون ، يُجَيِّشُ كل جمعة ، شأنَ متظاهري حمص ، قزماً لمهاجمتي ! كازيمودو ، أعني عباس بيضون ، بدأ الأمرَ منذ سنين ، حين اختار الوقوفَ ضدي ، على صفحات " السفير " مدافعاً عن فخري كريم ، القوميسار الثقافي للاحتلال ، ومُعْلناً وهو يزور كردستان بدعوةٍ من القوميسار نفسه : أنا في أرضٍ حرةٍ ! ( مذّاكَ قاطعتُ " السفير " ) لا عليه ...
من حقِّه أن يتلقّى العونَ ممّن يشاء . لكنّ ما أثارَ انتباهي هو إصرارُهُ . يا أخي أنت تعرفُ أنهم يريدون احتلال دمشق كما احتلّوا بغداد وطرابلس وتونس ، بل القاهرة . أنت الفهيم في السياسةِ ، منذ كنتَ في تنظيم بعثيّ ، عبر " منظمة العمل الشيوعيّ " هل أمسيتَ أعمى ؟ أم هو المال؟ تتذكر في الحصار ، أننا كنا نلتقي في " أوتيل كافالييه " الذي يملكه وليد جنبلاط ، حيث يحبّ أحياناً أن يمزج الكوكتيل . تتذكر ذلك جيداً . لكنك حين اشتدّت الأمور ُ ذهبتَ إلى منطقة الاحتلال الاسرائيلي. نحن صمدنا في بيروت ، نصدرُ " النداء " بينما المدفعية الإسرائيليةُ تتقدم . تطوّعْنا في " السفير " مع بلال الحسن حين هرب سعد الله ونّوس ... أنت الآن تستخدم ديمة ونّوس ! عيبٌ ... لكنّ لي ذاكرةً : أنت كازيمودو ، حقّاً . أتذكّرُ حين يأتي محمود درويش ليقيم أمسيةً ، كيف كنتَ ( وأنت القزم المشوّه ) تتقدّمُ مجموعةً من الأقزام لتحتلّوا الصفّ الأماميّ في القاعة ، وتشوّشوا على محمود وهو يقرأ ، هازئين ، متضاحكين . كان المشهدُ مضحكاً : قزمٌ يتقدمُ أقزاماً ليشوِّشوا على عملاق ( أسفار جولِـفَـر ) * الآن ، تأتيني بمن يشتمني ، مدافعاً عن برهان غليون ( أبي رُغال السوريّ ) . تاتيني بعيسى مخلوف القزمِ المثيل ! ( لماذا تحبّ الأقزامَ ؟ ) ألأنهم قومُكَ ؟ عيبٌ والله . والآن اقولُ لعيسى مخلوف : يا عيسى أنت في أفضل أحوالك ، خادمٌ لنسوةٍ ثريّاتٍ من الخليج ، دليلٌ لهنّ ، ومؤتمَنٌ على أسرارهنّ التافهة في الديار الغريبة . أنت بوقٌ لا يسمعه أحدٌ . لن تكون شاعراً ، شأنك شأن عباس بيضون . اخرسْ وتابِعْ عملكَ خادماً لثريّات الخليج التافهات ! وبوقاً لن يسمعه أحد. لندن 24.12.2011
|