الثلاثاء, 16 أبريل/نيسان 2024
الرئيسية
سيرة ذاتية
الاعمال الشعرية الكاملة
قصص قصيره
ديوانُ الأنهار الثلاثة
جِـــــــرارٌ بِلونِ الذهب
الحياة في خريطةٍ
عَيشة بِنْت الباشا
قصائـدُ هَـيْـرْفِـيــلْـد التلّ
طـيَـرانُ الـحِـدْأَةِ
الخطوة السابعة
الشــيوعــيّ الأخير فقط ...
أنا بَرلــيـنيّ ؟ : بــانورامـــا
الديوانُ الإيطاليّ
في البراري حيثُ البرق
قصائد مختارة
ديــوانُ صلاة الوثني
ديــوانُ الخطوة الخامسة
ديــوانُ شرفة المنزل الفقير
ديــوانُ حفيد امرىء القيس
ديــوانُ الشــيوعــيّ الأخير
ديــوانُ أغنيةُ صيّــادِ السّمَك
ديوان قصــائدُ نـيـويـورك
قصائد الحديقة العامة
صــورة أنــدريــا
ديــوانُ طَــنْــجـــة
ديوان غرفة شيراز
ديوانُ السُّونَيت
أوراقي في الـمَـهَـبّ
ديوان البنْد
ديوان خريف مكتمل
مقالات في الادب والفن
مقالات في السياسة
أراء ومتابعات
البحث الموسع
English
French
Spain
المتواجدون الان
يوجد حالياً 229 زائر على الخط
من يقرأ إريك هوبسباوم ؟ طباعة البريد الإلكترونى

سعدي يوســف

أزعُــمُ أني قرأتُ إريك هوبسباوم ، في غالب أعمالِه ،  وأقولُ صدقاً إن الرجل اعادَ ثقتي بالتاريخِ
عِلماً ، وبالمؤرّخِ عالِـماً ، بعد أن صار الـمَحْــوُ الأداةَ الفضلى في النظرِ ، والتنظير.
هوبسباوم يقدِّم لك جرعةً شافيةً كافيةً من الحقيقة والمعلوم ، تجعلُكَ على بيِّنةٍ من
الظاهرة ، آنذاك يدخل ، هو ، حذِراً ، متوجِّـسـاً من القطعِ برأيٍ ، ويأخذ بيدِكَ ، أخذاً رفيقاً
كي تصِلا ، معاً ، إلى نوعٍ من التثَـبُّتِ يسمحُ بإبداءِ رأيٍ.
إريك هوبسباوم يساريّ ، كان منذ الخامسة عشــرة عضواً  في الحزب الشيوعيّ الألمانيّ ، وظلَّ
على مذهبِه ، ثابتاً .
لكنه ، هنا ، أيضاً ، يظلّ مرتدِياً مسوحَ المؤرِّخِ ، لا بِزّةَ  المحارِب .
من شبه المؤكَّـدِ أن يحسبَ المرءُ ، هوبسباوم ، متفائلاً .
التفاؤلَ التاريخيَّ المعروف.

لكنّ الرجـلَ يُقْـنِـعُكَ ، بجرعةِ حقائقِه ، الشافية الكافية ، أن لا مكان أو معنى للتفاؤِلِ ، في عالَمٍ اختارَ السيرَ إلى الهاويةِ والإطلالَ عليها ، اختياراً .
بل أن السقوطَ في الهاوية الماثلةِ ، واردٌ فعلاً ، مثل ما أن التراجُعَ عن السقوطِ واردٌ أيضاً .
قال هيجل ، وهو يرى إلى نابوليون يدخل برلين ظافراً :
التاريخ على صهوةِ جوادٍ !
ولسوف يغيِّـر هيجل اندفاعتَه الحماسيةَ ، كما فعل ألمانٌ عديدون.
لكنّ إريك هوبسباوم ، لم يرَ التاريخَ على صهوة جوادٍ  ، أو على ظهرِ دّبابةٍ .
إنه يقرأ الصورةَ المعقّدةَ ، ويبسِطُها أمامَنا .
ولسوفَ نشارِكُه مدخلَه.
التفاؤلُ صفةُ السياســيّ الكاذب.
وإريك هوبسباوم ، مؤرِّخٌ ، لاســياســيّ .
إنه شــيوعيٌّ ، بالرنين الأوّلِ للكلمة!

برلين 08.7.2010

 
Sea rock.JPG
فيلم " الأخضر بن يوسف "
لمشاهدة فيلم الأخضر بن يوسف اضغط هنا
المواضيع الاكثر قراءه
البحث